
لطالما ظلّت شائعات دخول آبل بقوة إلى سوق المنزل الذكي تتردد منذ سنوات، لكنها ظلت حبيسة المختبرات أو على قائمة الانتظار. اليوم، تُشير تسريبات جديدة قوية من بلومبرج مارك غورمان – المعروف بدقة معلوماته حول آبل – إلى أن الشركة تستعد أخيرًا لإطلاق منتجين طموحين للمنزل الذكي، لكن مع تأخيرات كبيرة كان سببها الرئيسي مفاجأة غير متوقعة: تحديات في أداء الذكاء الاصطناعي الخاص بآبل!
فهل نحن أخيرًا على موعد مع رؤية آبل للمنزل المتصل والذكي؟ وما هي هذه الأجهزة الغامضة التي قد تُغيّر قواعد اللعبة؟ دعونا نكشف التفاصيل.
محور قيادة المنزل الذكي من آبل: شاشة 7 بوصات و”عقل” HomeKit
المنتج الأول والأكثر قربًا من الإطلاق هو محور قيادة للمنزل الذكي، يُشبه إلى حد كبير جهاز iPad صغير مدمج في مكبر صوت ذكي، لكن بتركيز عميق على التحكم في منزلك. إليك أبرز المواصفات والميزات المشاع عنها لهذا الجهاز:
- شاشة مربعة مقاس 7 بوصات: تصميم فريد بشاشة مربعة، مما يوحي بتجربة مستخدم مخصصة للتحكم وعرض المعلومات.
- إطار سميك وكاميرا علوية: الإطار السميك قد يوفر مساحة للمكونات الداخلية أو يوفر قبضة مريحة، والكاميرا العلوية ستكون ضرورية لتطبيقات الفيديو مثل FaceTime.
- بطارية مدمجة قابلة لإعادة الشحن: هذه ميزة مهمة تمنح الجهاز قابلية للنقل داخل المنزل، بدلًا من كونه ثابتًا في مكان واحد.
- نظام تشغيل Apple جديد: HomeOS (إشاعة): قد يُشير إلى أن آبل تُطوّر نظام تشغيل مخصصًا للأجهزة المنزلية الذكية، يختلف عن iOS أو iPadOS، لتقديم تجربة مُحسّنة للمنزل.
- تركيز شديد على تطبيقات الفيديو مثل FaceTime: هذا يؤكد نية آبل في جعل الجهاز مركزًا للتواصل المرئي داخل المنزل.
- دعم العديد من تطبيقات Apple: القدرة على تشغيل تطبيقات آبل المعروفة لتوسيع وظائف الجهاز.
- لوحة معلومات مستوحاة من وضع الاستعداد (StandBy-inspired dashboard): يُتوقع أن تُقدم واجهة مستخدم سهلة وبديهية لعرض المعلومات والتحكم في الأجهزة الذكية، على غرار وضع الاستعداد في iOS.
- القدرة السهلة على التحكم في منزلك الذكي (HomeKit): سيكون هذا الجهاز بمثابة المركز العصبي لجميع أجهزة HomeKit المتوافقة، مما يوفر تحكمًا سلسًا في الإضاءة، الأقفال، والأنظمة الأخرى.
- دعم Apple Intelligence: وهذا هو مربط الفرس، حيث يُشكل الذكاء الاصطناعي محورًا أساسيًا لتجربة المستخدم.
عقبة الذكاء الاصطناعي: السبب وراء التأخيرات المتكررة
المثير في الأمر أن هذا المنتج كان على وشك الإطلاق في ربيع هذا العام (2025)، لكنه واجه تأخيرات كبيرة. السبب الرئيسي بحسب غورمان يعود إلى “فشل الذكاء الاصطناعي في آبل”، وبالتحديد المشكلات المتعلقة بـ Siri و App Intents.
كان من المفترض أن تتحقق هذه القدرات الذكية بشكل كامل مع تحديث iOS 18.4، لكن التحديات التقنية منعت ذلك. في الواقع، وصلت التأخيرات إلى درجة دفعت آبل نفسها للإعلان عن تأجيل ميزات Siri الجديدة مع Apple Intelligence إلى “العام المقبل”، أي ربما في 2026، مما ألقى بظلاله على موعد إطلاق هذا الجهاز المرتبط بشدة بقدرات الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من ذلك، بدأت آبل في برنامج اختبار داخلي لهذا المنتج في وقت سابق من هذا العام، حيث يمكن للموظفين المختارين أخذه إلى المنزل وتجربته. هذا يُشير إلى أن الجهاز قد يكون قريبًا من الاكتمال على مستوى العتاد. إذا تمكنت آبل من تجميع كل هذه الأجزاء المعقدة معًا بحلول نهاية العام، فسيكون ذلك إنجازًا رائعًا، خاصة وأن تقارير سابقة أشارت إلى أن المنتج قد لا يرى النور حتى عام 2026.
الجهاز الروبوتي الغامض: طموحات Apple الأكبر للمنزل الذكي
بالإضافة إلى محور المنزل الذكي ذي الشاشة، تُخطط آبل لمنتج منزلي ذكي أكثر تقدمًا وطموحًا: جهاز آلي مزود بذراع روبوتي و”شخصية فريدة للذكاء الاصطناعي”. هذا المنتج يمثل رؤية آبل الأكثر جرأة للمنزل المستقبلي، حيث يمكن للروبوتات المساعدة القيام بمهام متعددة والتفاعل بذكاء مع المستخدم والبيئة المحيطة.
ولكن، هذا الجهاز أيضًا لم يسلم من التأخيرات. وفقًا لغورمان، قد يتم إطلاق هذا المنتج “بعد عام أو عامين” من الآن (أي في 2026 أو 2027)، رغم أنه يُوصف بأنه “أولوية رئيسية في آبل”. للوفاء بهذا الجدول الزمني المضغوط، يبدو أن آبل اضطرت لسحب بعض “الميزات الأكثر جرأة” من هذا المحور الآلي، والتي قد تظهر في ترقيات الأجهزة المستقبلية. لم يتم تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه الميزات أو المهام التي يمكن للذراع الروبوتي القيام بها.
التحديات والمستقبل: ماذا يعني هذا لـ Apple والمنافسة؟
تُشير هذه التسريبات إلى أن آبل، رغم طموحاتها الكبيرة في سوق المنزل الذكي، تواجه تحديات حقيقية، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يُعد حجر الزاوية في استراتيجيتها الجديدة. المنافسة في هذا السوق شرسة، مع وجود لاعبين كبار مثل جوجل (بأجهزة Nest) وأمازون (بأجهزة Echo) التي تتمتع بحضور قوي وذكاء اصطناعي ناضج نسبيًا.
إذا تمكنت آبل من التغلب على عقبات الذكاء الاصطناعي وتقديم تجربة سلسة ومتكاملة بمنتجاتها الجديدة، فإنها ستمتلك ميزة فريدة بفضل نظامها البيئي المتكامل (iOS, HomeKit, Apple Intelligence) وولاء عملائها. لكن التأخيرات المتكررة تُلقي بظلال من الشك حول قدرتها على اللحاق بالمنافسين وتقديم الابتكار الذي عودتنا عليه في الموعد المحدد.
هل ستكون آبل قادرة على تحقيق رؤيتها للمنزل الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.
الأسئلة الشائعة
ما هو المنتج الرئيسي الذي تخطط Apple لإطلاقه قريبًا للمنزل الذكي؟
محور قيادة للمنزل الذكي بشاشة مربعة مقاس 7 بوصات، يعمل كمركز تحكم لـ Siri و HomeKit.
لماذا تأخر إطلاق هذه المنتجات؟
ج2: السبب الرئيسي يعود إلى تحديات في تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ Apple (Apple Intelligence)، وتحديداً في أداء Siri و App Intents.
متى يُتوقع إطلاق محور المنزل الذكي؟
بحسب مارك غورمان، قد يتم إطلاقه “في وقت لاحق من هذا العام” (2025)، رغم أن تقارير سابقة أشارت لعام 2026.
ما هو الجهاز الروبوتي الذي يُشاع أن Apple تعمل عليه؟
جهاز منزلي ذكي أكثر تقدمًا مزود بذراع روبوتي و”شخصية فريدة للذكاء الاصطناعي”، لكن إطلاقه متوقع بعد عام أو عامين (2026-2027).
هل سيعمل محور المنزل الذكي بـ HomeOS؟
يُشاع أن الجهاز سيعمل بنظام تشغيل جديد خاص بآبل يُسمى “HomeOS”، لكن هذا لم يتم تأكيده رسميًا.