في تطور مفاجئ وسريع يُلقي بظلال من عدم اليقين على مستقبل هواتف آيفون في السوق الأمريكي، وجه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تهديداً مباشراً وشديداً لشركة آبل (Apple). يربط هذا التهديد بين سياسات التجارة ومكان تصنيع منتج آبل الأكثر شهرة عالمياً.
جاء التهديد في منشور نشره ترامب على منصة “FactSocial”، حيث قال إنه “أبلغ” الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك (Tim Cook)، “منذ فترة طويلة” أن أجهزة الآيفون التي تُباع في الولايات المتحدة يجب أن يتم تصنيعها “محليًا، وليس الهند، أو في أي مكان آخر“. وأضاف ترامب أنه، إذا لم يحدث ذلك، ستواجه شركة آبل تعريفة جمركية بنسبة 25% على منتجاتها.
رد فعل السوق الفوري: أسهم آبل تتراجع
لم تنتظر السوق طويلاً للرد على هذا التهديد الصريح. في نفس اليوم، فتح سهم آبل (AAPL) في البورصة بانخفاض ملحوظ بنسبة 2.5% هذا الصباح، ليحوم حول سعر 196 دولاراً للسهم. هذا الانخفاض يُضيف إلى أسبوع كان سيئاً بالفعل لأسهم آبل في وول ستريت.
يُظهر هذا الرد الفوري للسوق مدى الجدية التي يتعامل بها المستثمرون مع مثل هذه التهديدات، خاصة عندما تأتي من شخصية سياسية بارزة ولديها تاريخ في التأثير على سياسات التجارة.
سياق التهديد: تحويل آبل لإنتاجها من الصين
يأتي تهديد ترامب في وقت تقوم فيه آبل بالفعل بجهود حثيثة لإعادة هيكلة سلاسل التوريد الخاصة بها وتحويل جزء من إنتاجها بعيداً عن الصين. فقد قامت الشركة مؤخراً بزيادة عمليات التصنيع في دول مثل الهند، فيتنام، والبرازيل، كجزء من استراتيجية أوسع لتقليل اعتمادها على الصين وتخفيف المخاطر المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية والتجارية.
تركيز ترامب على ضرورة التصنيع “محلياً” في الولايات المتحدة تحديداً، وتجاهل جهود آبل في نقل الإنتاج إلى دول أخرى (مثل الهند)، يُظهر أن الهدف هو إعادة الوظائف والصناعة إلى الأراضي الأمريكية بالدرجة الأولى.
التأثير المحتمل: هل ترتفع أسعار الآيفون في الولايات المتحدة؟
إذا تم تنفيذ تهديد ترامب وتحويله إلى سياسة حقيقية بفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على أجهزة الآيفون المستوردة، فإن التأثير لن يقتصر على وول ستريت. من المؤكد أن هذه التعريفة ستؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الآيفون للمستهلكين في الولايات المتحدة. ستضطر آبل إما لتمرير هذه التكلفة الإضافية إلى العملاء (مما يجعل الآيفون أغلى بنسبة 25%) أو امتصاص جزء كبير منها (مما سيؤثر سلباً على هوامش الربح).
كان الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، قد تناول مخاوف زيادة أسعار الآيفون المحتملة وسط التعريفات التجارية المتصاعدة خلال مكالمة أرباح الشركة الأخيرة في 1 مايو 2025. في ذلك الوقت، أقر كوك بأن التعريفات يمكن أن تُضيف حوالي 900 مليون دولار إلى تكاليف آبل في الربع التالي. ورغم أنه قال إن الشركة كانت تستوعب هذه التكاليف حينها، إلا أنه لم يستبعد ارتفاع الأسعار في المستقبل، مشيراً إلى أن الوضع “مائع” وقد يتطلب تعديلات في استراتيجيات التسعير بناءً على سياسات التجارة المستقبلية. يبدو أن هذه “السياسات المستقبلية” قد تكون هنا الآن.
ما إذا كان هذا التهديد سيُصبح سياسة فعلية لا يزال غير مؤكد. خلال فترة ولاية ترامب الأولى، تمكنت آبل من خلال المفاوضات من تجنب أسوأ ما يمكن أن تُسببه التعريفات. ولكن هذه المرة، نبرة الخطاب تبدو أكثر حدة وإصراراً.
في الختام: مستقبل أسعار الآيفون في الولايات المتحدة في الميزان
تهديد الرئيس ترامب بفرض تعريفة 25% على الآيفون يُدخل بُعداً جديداً وهاماً في التحديات التي تواجه آبل، ويربط مستقبل أسعار منتجاتها في أحد أكبر أسواقها (الولايات المتحدة) بسياسات التجارة ومكان التصنيع. انخفاض أسهم آبل الفوري يُظهر أن السوق يأخذ هذا التهديد على محمل الجد.
يبقى علينا الآن متابعة التطورات السياسية والاقتصادية لمعرفة ما إذا كان هذا التهديد سيتحول إلى سياسة حقيقية، وما هو تأثير ذلك النهائي على أسعار الآيفون وملايين المستهلكين الذين يعتمدون عليه في الولايات المتحدة.