بطاريتك في خطر.. كيف تحافظ على بطارية هاتفك الذكي وتطيل عمرها لأطول فترة ممكنة؟

كيف تحافظ على بطارية هاتفك

في عالمنا اليوم، أصبح الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. نعتمد عليه في كل شيء تقريبًا: التواصل، العمل، الدراسة، الترفيه، وإدارة الأعمال. لذلك، من الطبيعي أن نسعى جاهدين للحفاظ عليه، وخاصة بطاريته التي تعد القلب النابض لأي جهاز محمول.

البطارية ليست مجرد قطعة إلكترونية، بل هي نظام كيميائي حساس يتعرض مع مرور الوقت لعمليات تدهور تدريجية تؤثر على أدائه وقدرته على الاحتفاظ بالشحن. ولكن هل تعلم أن اتباع بعض النصائح البسيطة يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في إطالة عمر البطارية والحفاظ على كفاءتها؟

في هذا التقرير من Tqn.news، سنرشدك إلى أفضل الممارسات المبنية على أسس علمية للحفاظ على صحة بطارية هاتفك الذكي، مع شرح مبسط للعمليات التي تحدث داخل البطارية ولماذا تؤثر عليها بعض السلوكيات اليومية.

أولاً: فهم طريقة عمل بطاريات الليثيوم أيون

تعتمد معظم الهواتف الذكية الحديثة على بطاريات الليثيوم أيون، وهي بطاريات فعالة وخفيفة الوزن مقارنةً بالتقنيات الأقدم. لفهم كيفية العناية بها، من المهم أن نلقي نظرة مبسطة على كيفية عملها:

تتكون بطارية الليثيوم أيون من طرفين رئيسيين:

  • القطب الموجب (الكاثود)
  • القطب السالب (الأنود)

عند استخدام الهاتف (أي أثناء التفريغ)، تتحرك أيونات الليثيوم من القطب السالب إلى القطب الموجب عبر مادة إلكتروليتية، بينما تتحرك الإلكترونات عبر الدائرة الخارجية، مما يولد الطاقة التي يحتاجها الجهاز للعمل.

أما أثناء الشحن، فيحدث العكس: يتم دفع أيونات الليثيوم والإلكترونات للعودة إلى أماكنها الأصلية، مما يخزن الطاقة مجددًا داخل البطارية.

هذه العمليات الكيميائية الدقيقة تتعرض مع مرور الوقت إلى تدهور طبيعي، ولكن العادات السيئة في الشحن والتفريغ يمكن أن تسرع هذا التدهور بشكل كبير.

ثانيًا: تجنب ترك البطارية فارغة تمامًا أو مشحونة بالكامل لفترات طويلة

كيف تحافظ على بطارية هاتفك

تكره بطاريات الليثيوم أيون الحالات المتطرفة، أي أن تظل فارغة تمامًا أو مشحونة بنسبة 100% لفترات ممتدة. عندما تظل البطارية في إحدى هذه الحالتين، يتعرض التركيب الكيميائي الداخلي لضغط إضافي يؤدي إلى تدهور أسرع.

لذلك، يُنصح بأن تحافظ على مستوى شحن البطارية بين 20% و80% قدر الإمكان. هذا يعني أنه لا بأس أن تشحن هاتفك حينما يصل إلى 30% مثلًا، وتفصله عن الشحن عندما يصل إلى حوالي 80%.

وبالرغم من أنه لا ضرر من شحن الهاتف حتى 100% أحيانًا، إلا أن جعل ذلك عادة يومية، خاصةً مع ترك الهاتف متصلاً بالشاحن طوال الليل، قد يسرّع من فقدان البطارية لكفاءتها مع الوقت.

ثالثًا: خاصية تحديد الشحن حتى 80% – خيار ذكي للحفاظ على البطارية

كيف تحافظ على بطارية هاتفك

العديد من الهواتف الحديثة تقدم خيارًا يسمح لك بتحديد نسبة الشحن القصوى للبطارية. هذه الخاصية قد تظهر بأسماء مختلفة حسب الشركة المصنعة مثل “حماية البطارية” أو “شحن ذكي”.

في حالة تفعيل هذه الخاصية، سيتوقف الشحن تلقائيًا عند بلوغ البطارية نسبة 80%، مما يقلل من الضغط الكيميائي ويطيل من عمر البطارية على المدى البعيد.

وفي بعض الهواتف مثل آيفون، توجد خاصية “الشحن المُحسَّن للبطارية” التي تقوم بتحليل عادات نومك وشحنك، فتوقف الشحن مؤقتًا عند 80% أثناء الليل وتكمل الشحن إلى 100% قبل وقت استيقاظك مباشرة.

إن لم تتوفر هذه الخاصية في هاتفك، يمكنك ببساطة مراقبة نسبة الشحن يدويًا وفصل الهاتف عندما يقترب من 80%.

رابعًا: لا تقلق من الشحن المتكرر القصير

هناك خرافة منتشرة بين المستخدمين مفادها أن شحن الهاتف عدة مرات يوميًا يضر بالبطارية، لكن الحقيقة العلمية مختلفة تمامًا.

ما يهم في صحة البطارية ليس عدد مرات الشحن، بل عدد دورات الشحن الكاملة.
ودورة الشحن الكاملة تعني استهلاك ما مجموعه 100% من سعة البطارية، سواء تم ذلك عبر جلسة واحدة أو عبر عدة شحنات متفرقة.

على سبيل المثال:

  • شحنت هاتفك من 20% إلى 70% (50% من السعة)
  • ثم من 40% إلى 90% (50% أخرى)
    = إذًا أكملت دورة شحن كاملة.

بالتالي، شحن هاتفك في “دفعات صغيرة” أفضل بكثير من استنزاف البطارية بالكامل ثم شحنها من الصفر.

وفقًا للمعايير الصناعية، من الطبيعي أن تحتفظ البطارية بحوالي 80% من سعتها الأصلية بعد 800 دورة شحن كاملة تقريبًا. وبعض الشركات مثل آبل وعدت أن بطاريات آيفون 15 قادرة على الحفاظ على هذه النسبة بعد 1000 دورة كاملة، بينما تتباهى شاومي بأن بعض أجهزتها يمكن أن تصمد حتى 1600 دورة!

الخلاصة: لا داعي للقلق من شحن الهاتف لفترات قصيرة متكررة؛ فهذا في الواقع يحافظ على البطارية أفضل بكثير.

خامسًا: احذر من درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة

من أكبر أعداء البطارية الحرارة الزائدة، حيث تسبب تلفًا في التركيب الكيميائي الداخلي يؤدي إلى فقدان السعة مع الوقت. أيضًا، الانخفاض الشديد في درجات الحرارة يؤثر سلبًا على أداء البطارية مؤقتًا، وقد يؤدي مع التكرار إلى تلف دائم.

لذلك، من الضروري اتباع هذه النصائح:

  • لا تترك هاتفك معرضًا لأشعة الشمس المباشرة، خاصة داخل السيارة.
  • تجنب شحن الهاتف أثناء وجوده تحت وسادة أو بطانية، حيث تتراكم الحرارة.
  • لا تحاول تبريد الهاتف بوضعه في الثلاجة؛ الانتقال السريع بين درجات حرارة متباينة قد يسبب تكثف الرطوبة داخل الجهاز ويؤدي إلى أضرار بالغة لا يغطيها الضمان.

درجة الحرارة المثالية لاستخدام وشحن الهواتف تتراوح عادةً بين 0° و35° مئوية.

نصائح إضافية للمحافظة على صحة البطارية:

  • استخدم شواحن وأسلاك أصلية أو معتمدة، فالشواحن الرديئة قد تسبب شحنًا غير مستقر يضر البطارية.
  • حدّ من استخدام الخلفيات المتحركة والسطوع العالي، خاصة في التطبيقات التي تستهلك الطاقة بشدة.
  • قم بتحديث نظام تشغيل هاتفك بانتظام، فالشركات المصنعة غالبًا ما تصدر تحديثات تحسن من إدارة الطاقة.
  • استخدم وضع توفير الطاقة عند الحاجة لتقليل استهلاك البطارية.
  • لا تترك الهاتف على الشاحن طوال الليل إلا إذا كنت متأكدًا أن هاتفك يدعم تقنيات إدارة الشحن الذكية.

خلاصة القول

صحة بطارية هاتفك ليست أمرًا عشوائيًا يتحكم فيه الحظ، بل هي نتيجة مباشرة للعادات التي تمارسها يوميًا أثناء استخدامك للجهاز.

من خلال فهم بسيط لكيفية عمل البطارية، والابتعاد عن الممارسات الخاطئة مثل الشحن المفرط أو التعرض للحرارة الزائدة، يمكنك أن تطيل عمر بطارية هاتفك وتحافظ على أدائه الممتاز لسنوات أطول.

اعتنِ ببطاريتك كما تعتني بجهازك بالكامل، وستشعر بالفرق الكبير مع مرور الوقت! 🔋✨

 

Tqn news

أحمد الخطيب

أكثر من 8 سنوات من الخبرة في مراجعة الهواتف الذكية وتحليل أسواق التقنية في الشرق الأوسط. يشرف على اختيار المحتوى وضمان دقته، ويدير فريق الكتاب في قسم الهواتف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى