يوتيوب هو المنصة الأكثر شعبية لمشاهدة الفيديوهات على الإنترنت، ويقضي المستخدمون ساعات طويلة يومياً في التفاعل مع واجهته. لذلك، فإن أي تغيير – مهما كان بسيطاً – في تصميم المشغل أو طريقة عرض المحتوى غالباً ما يثير ردود فعل قوية من قبل مجتمع المستخدمين الضخم.
في الأسبوع الماضي، بدأ يوتيوب في طرح واجهة مشغل فيديو جديدة لمستخدمي المنصة عبر الويب، لتحل محل التصميم الذي استمر لأكثر من عقد من الزمان.
التصميم الجديد يقدم مظهراً “أنظف” وعناصر تحكم جديدة على شكل “حبوب منع الحمل” (Pill-shaped controls)، متزامناً بشكل لافت مع الذكرى العشرين لرفع أول مقطع فيديو على المنصة.
لكن التغيير لم يمر مرور الكرام؛ فبينما رحب البعض بالمظهر الجديد، عبر الكثيرون عن غضبهم واستيائهم الشديد، مما تسبب في انقسام واضح بين المستخدمين حول مدى جودة أو سوء هذا التحديث.
ما الجديد في الواجهة ولماذا الشكوى؟
التغييرات التي طرأت على مشغل الفيديو تشمل إعادة تصميم أزرار التحكم (مثل التشغيل/الإيقاف المؤقت، مستوى الصوت، الإعدادات) لتصبح بيضاوية أو على شكل “حبوب”، مع خلفية شبه شفافة تظهر عند تمرير مؤشر الفأرة عليها. الفكرة هي تقديم مظهر أكثر حداثة وأناقة.
ولكن، وكما هي الحال مع أي تغيير كبير في عادات استخدام ترسخت لسنوات، ظهرت شكاوى متعددة من المستخدمين غير الراضين عن الواجهة الجديدة. أبرز هذه الشكاوى تتمحور حول:
- إزالة وظائف مألوفة: يشير بعض المستخدمين إلى فقدان القدرة على التمرير على شريط مستوى الصوت لزيادته أو خفضه بسرعة، بالإضافة إلى مشاكل مزعجة في عمل بعض اختصارات لوحة المفاتيح التي اعتادوا عليها للتحكم في التشغيل.
- تقليل المساحة المرئية: يرى البعض أن عناصر التحكم الجديدة باتت تشغل مساحة أكبر من ذي قبل، مما يقلل من المساحة المخصصة لعرض الفيديو نفسه، خاصة على الشاشات الأصغر.
- تصميم غير عملي: يصف البعض تصميم “حبوب منع الحمل” والخلفيات غير الضرورية للأزرار بأنه غير فعال ويشتت الانتباه عن محتوى الفيديو.
انقسام في الآراء: الاستطلاع يكشف عن مشاعر مختلطة
للوقوف على حقيقة مشاعر المستخدمين بعيداً عن أصوات الغاضبين على الإنترنت، قامت بعض المواقع باستطلاع آراء قرائها حول الواجهة الجديدة. النتائج جاءت لتؤكد الانقسام الحاد في الآراء:
- حوالي 46% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم يحبون الواجهة الجديدة.
- بينما قال ما يقرب من 54% إنهم لا يحبونها.
هذه النتيجة غير الحاسمة ليست مفاجئة بالكامل. يوتيوب، كمنصة عملاقة، يحاول باستمرار تحسين تجربة المستخدم بناءً على تحليلات واستخدامات الملايين.
غالباً ما يكون هناك سبب منطقي وراء التغييرات (مثل تحسين إمكانية الوصول لذوي الرؤية الضعيفة كما ذكر أحد القراء الذين رحبوا بالتغيير)، ولكن أي تعديل على نظام اعتاد عليه الناس لعقد من الزمان سيواجه مقاومة تلقائية.
وكما علق أحد القراء المؤيدين، فإن الواجهة الجديدة “تبدو أنظف بكثير” وتساعد من يعانون من مشاكل في الرؤية. في المقابل، عبر آخرون عن رفضهم بسبب “زيادة ارتفاع عناصر التحكم” و”تقليل المساحة البصرية”.
في الختام: التغيير قادم، لكن هل سيتم تعديله؟
بغض النظر عن مدى إعجابك أو عدم إعجابك بالواجهة الجديدة، يبدو أن هذا التغيير قادم لا محالة وسيطبق على جميع المستخدمين تدريجياً. لا تحاول جوجل إزعاج مستخدميها عمداً، ومن المؤكد أنها تراقب ردود الفعل بعناية.
الآراء المنقسمة بشدة والشكاوى المتعلقة بفقدان بعض الوظائف الهامة (مثل التحكم في الصوت بالتمرير أو اختصارات لوحة المفاتيح) قد تدفع يوتيوب إلى إجراء تعديلات لاحقة على الواجهة لتحسينها بناءً على ملاحظات المستخدمين الأكثر شيوعاً وأهمية.
حتى ذلك الحين، سيتعين على المستخدمين التكيف مع الشكل الجديد، أو الأمل في أن تستمع الشركة لمخاوفهم وتُعيد بعض الوظائف المفقودة.
هل وصلت إليك واجهة مشغل يوتيوب الجديدة على الويب؟ وما هو رأيك فيها؟ هل تفضل التصميم القديم أم الجديد؟ شاركنا تجربتك وآراءك في التعليقات!